القديس يوحنا المعمدان

القديس يوحنا المعمدان



لكي نتفهم شخصية النبي يوحنا المعمدان ودوره لتحضير مجيء يسوع المسيح فإن الإنجيليين الأربعة ذكروا عنه أحداث كثيرة ليس فقط حديثه مع يسوع المسيح وتعميده في نهر الأردن، بل أيضاً عن ميلاده وحياته في البرية وتبشيره وعن موته.فإن يوحنا المعمدان ولد بأعجوبة من أبوين متقدما في السن هما الكاهن زكريا وزوجته أليصابات.وكانا يحبان الله ويطيعان وصاياه،وعندما كان دور زكريا الكاهن للخدمة في الهيكل ظهر له ملاك الرب عن يمين مذبح البخور فخاف زكريا لكن الملاك طمئنه وقال له إن طلبتك قد سمعت وإمرأتك أليصابات ستلد إبناً تسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب الإله. فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها.فقال له الملاك إني أتيت لا تشك بهذا وها أنت تكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته.ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته وبعد ذلك حبلت أليصابات إمراته وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة "هكذا قد فعل بي الرب لينزع عاري بين الناس"، وعندما بشر الملاك العذراء بميلاد السيد المسيح أخبرها بأن أليصابات نسيبتها هي أيضاً حبلى بإبن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً،فقامت مريم في الحال وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات، فلما سمعت أليصابات سلام مريم ركض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت"مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك من اين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي".وعند ميلاد الصبي سمي يوحنا وعندها تكلم زكريا الكاهن وفك لسانه.وقد تنبأ أشعياء النبي بأن يوحنا هو "صوت صارخ في البرية هيئوا طريق الرب،واجعلوا سبله مستقيمة" و يقول يوحنا البشير عنه"ظهر رسول من الله إسمه يوحنا جاء ليشهد لنور حتى يؤمن الناس على يده و لم يكن هو النور بل ليشهد للنور " عاش يوحنا في برية الأردن و مع مرور الزمن كان ينمو و يتقوى في الروح وكان يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا و خرج إليه جميع كوره اليهودية و أهل أورشليم و إعتمدوا جمعيهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم كما إعتمد منه السيد المسيح في نهر الأردن و كان يوحنا يلبس وبر الإبل و منطقه من الجلد على حقويه و يأكل جراداً و عسلاً برياً و كان يكرز قائلاً "يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أنحنى و أحل سيور حذاءه، أنا أعمدكم بالماء و أما هو فسيعمدكم بالروح القدس و كان يقول لهم توبوا لقد إقترب ملكوت السماوات". وعندما سألوه عن نفسه قائلاً "أنا صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب كما قال أشعياء النبي". فتبعه كثير من الناس و كون مجموعة من تلاميذ حوله و كان يمثل في ذلك الوقت الشخصية الروحانية المتدينة هناك وبتأنيبه للفريسيين وممارسة الرؤساء الخاطئة في ذلك الوقت خلقت له معارضة ضده فإن هيرودس أنتيباس والي اليهودية كان يحترمه و يقدره ويسمع لتعاليمه و لكن في نفس الوقت كان يخاف منه لأن يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل لك أن تأخذ إمراه أخيك فيلبس زوجة لك ، فوضع يوحنا في السجن وفي عيد ميلاد الملك أقام حفل كبير و دعى إليه عظماء وقواد الألوف ووجوه الجليل وكانت هيروديا وإبنتها سالومي من المدعويين التي أنبها يوحنا على حياتها المليئة بالخطيئة وهذه كانت السبب بموت يوحنا.فقد قامت سالومي التي أبهرت الناس برقصها وبذلك أقسم هيرودس الملك للجميع بأن يعطيها ما تطلبه و إن كان نصف مملكته ولكن مكر أمها هيروديا و إتفاقها مع إبنتها طلبت رأس يوحنا المعمدان فحزن الملك ولكن لأجل القسم طلب من السياف أن يأتي برأس يوحنا على طبق ويقدمه لسالومي و هكذا مات يوحنا المعمدان فأتي تلاميذه و طلبوا جسده و دفنوه