من أقوال البطريرك إغناطيوس

حوارات

(السلاح
خيار فاشل أبداً لأنه يبيد الحب)

ما علاقة الكنيسة الأرثوذكسية اليوم بالطوائف المشرقية
الأخرى؟

الطوائف المشرقية المستقلة عن روما هي المسماة في الاصطلاح
اللاهوتي الحاضر بالطوائف غير الخلقيدونية لرفضها المجمع الخلقيدوني (وهو
المجمع المسكوني الرابع المنعقد العام 451) وهي الكنائس السريانية والقبطية
والأرمنية والاثيوبية. من ناحية العقيدة المحددة تم بيننا وبينها الانفصال
لأن المجمع قال بطبيعة المسيح الإلهية والإنسانية معاً ولقولها هي بأن
هاتين الطبيعتين أصبحتا طبيعة واحدة بعد الاتحاد، بعد التجسد الإلهي.
وأردنا نحن أن نشدد على تمايز الطبيعتين خوفاً من ان نخلط بين الناسوت
واللاهوت مع تأكيدنا على عدم انقسامهما أو فصلهما وكانت نيتهم هم ألا
يجعلوا المسيح أقنومين مجزئين. ودارت الأبحاث كثيراً للتقارب ولم تفلح حتى
أجمع علماؤنا في الستينات ومطلع السبعينات في هذا القرن ووصلوا إلى أن
القول بالطبيعتين والقول بالطبيعة ما هو إلا خلاف لفظي بسبب وحدة المضمون،
فكل المسيحيين المشارقة الأرثوذكس والمشارقة غير الخلقيدونيين والكاثوليك
والإنجيليين يؤمنون على حد سواء بألوهية المسيح وإنسانيته وباستمرار
الألوهية والإنسانية في الصلب والقيامة وتماسكهما مع عدم اختلاطهما.

يبقى أن تتقبل رئاسات الكنائس رسمياً ما قال به اللاهوتيون.
وتبقى بعض التفاصيل كرفع الحروم المتبادلة والتنظيم القانوني لعملية
الوحدة. ولكن الشعور بالوحدة قائم والمسلك الوحدوي الصادق قائم. ففي هذه
البلاد عند هجرة السريان والأرمن حيثما كانوا بلا كهنة كنا نستقبلهم في
كنائسنا كأنهم منا فنعمد أطفالهم ونشركهم بالمناولة ونرعاهم بلا تفريق. ثم
إذا بنوا كنيسة أو جاء مَن يخدمهم من ملتهم نعيدهم إلى كنيستهم الأم.
وأخيراً فوضنا الكنيسة السريانية أن تخدم أبناءنا في الأماكن التي لا كهنة
لنا فيها فتقيم لهم سر الزواج والمعموديات وكأننا أعدنا الشركة بيننا.
وبتنا طبيعياً معهم ومع الأرمن نتشاور في كل أمر يضطر كنائسنا إلى مواجهة
واحدة.

*
«النهار العربي والدولي» اللبنانية، بيروت، جبران تويني، 6ـ12 شباط 1984

» أقوال جميلة
» أقوال عن الابتسامة
» أقوال اعجبتني وقد تعجبك
» أقوال القديس مقاريوس الكبير