[size=25]ج: إذ نرجع إلى الكتاب المقدس نجد كثيراً من النصوص التي تحدثت عن الصوم منها: الإنجيل كما دونه متى 6 : 16 - 18
"وعندما تصومون, لا تكونوا عابسي الوجوه, كما يفعل المراؤون الذين يقطبون
وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد نالوا مكافأتهم.
أما أنت فعندما تصوم, فاغسل وجهك, وعطر رأسك لكي لا تظهر للناس صائماً, بل
لأبيك الذي في الخفاء. وأبوك الذي يرى في الخفاء, هو يكافئك..".
والإنجيل كما دونه متى 9 : 5 - 16
"ما هو الأسهل: أن يقال: قد غفرت لك خطاياك, أم أن يقال: قم وامش؟ ولكني
(قلت ذلك) لكي تعلموا أن لابن الإنسان على الأرض سلطة غفران الخطايا".
عندئذ قال للمشلول: "قم احمل فراشك, واذهب إلى بيتك!" فقام, وذهب إلى
بيته. فلما رأت الجموع ذلك, استولى عليهم الخوف, ومجدوا الله الذي أعطى
الناس مثل هذه السلطة.
وفيما كان يسوع ماراً
بالقرب من مكتب جباية الضرائب, رأى جابياً اسمه متى جالسا هناك. فقال له:
"اتبعني!" فقام وتبعه. وبينما كان يسوع متكئاً في بيت متى, حضر كثيرون من
الجباة والخاطئين, واتكأوا مع يسوع وتلاميذه وعندما رأى الفريسيون ذلك,
قالوا لتلاميذه: "لماذا يأكل معلمكم مع الجباة والخاطئين؟" وإذ سمع يسوع
كلامهم, قال: "ليس الأصحاء هم المحتاجون إلى الطبيب, بل المرضى! اذهبوا
وتعلموا معنى القول: إني أطلب رحمة لا ذبيحة. فإني ما جئت لأدعو أبراراً
بل خاطئين!"
ثم تقدم تلاميذ يوحنا إلى
يسوع يسألونه: "لماذا نصوم نحن والفريسيون, ولا يصوم تلاميذك؟"فقال لهم
يسوع: "هل يقدر أهل العرس أن يحزنوا مادام العريس بينهم؟ ولكن, ستأتي أيام
يكون فيها العريس قد رفع من بينهم, فعندئذ يصومون! لا أحد يرقع ثوباً
عتيقاً من قماش جديد, لأن الرقعة الجديدة تنكمش, فتأكل من الثوب العتيق,
ويصير الخرق أسوأ!".
وأعمال الرسل 13 : 1 - 3
"وكان في الكنيسة التي في أنطاكية بعض الأنبياء والمعلمين؛ ومنهم برنابا,
وسمعان الذي يُدعى الأسود؛ ولوكيوس من القيروان؛ ومناين الذي تربى في
طفولته مع هيرودوس حاكم الربع؛ وشاول. وذات يوم, وهم صائمون يتعبدون للرب,
قال لهم الروح القدس: "خصصوا لي برنابا وشاول لأجل العمل الذي دعوتهما
إليه". فبعدما صاموا وصلوا ووضعوا عليهما أيديهم أطلقوهما".
والرسالة الأولى إلى مؤمني كورنثوس 9 : 25 - 27
"وكل متبار يفرض على نفسه تدريباً صارماً في شتى المجالات. فهؤلاء
المتبارون يفعلون ذلك ليفوزوا بإكليل فان, وأما نحن فلنفوز بإكليل غير
فان. إذن أنا أركض هكذا, لا كمن لا هدف له, وهكذا الأكم أيضا, لا كمن يلطم
الهواء, بل أسدد اللكمات إلى جسدي وأسوقه أسيراً, مخافة أن يتبين أني غير
مؤهل (للمجازاة) بعدما دعوت الآخرين إليها!".
ومنها نرى أن الصوم:
1- ليس للتكفير عن الخطية.
2- ليس لإذلال الجسد بالامتناع عن الأكل, وليس لكي أظهر أمام الناس صائماً.
3- ليس للإحساس بالجوع لمشاركة الفقراء والمحتاجين في هذا الإحساس وإلا فلا يكون الصوم مطلوباً من الفقراء.
ولكن الصوم هو:
1 - تدريب على ضبط النفس.
2 - وسيلة لتنشيط الحياة الروحية وطلب المعونة في الخدمة لله.
3 - تقوية العلاقة والشركة مع الله, وانتظار معرفة فكر الرب وإرشاده.
4 - إن قرار الصوم هو
للمؤمن أو للجماعة بحسب ظروفهم واحتياجهم أي أنه - حسب الكتاب المقدس- ليس
هناك أصوام محددة ملزمة للفرد أو الجماعة. كما يجب أن يكون الصوم مقرونا
بالصلاة.
أما بالنسبة للطريقة
المثلى عند طائفة الروم الأرثوذكس فإننا نقول إن هذه الأصوام قامت بوضعها
الكنيسة للصوم في مناسبات عديدة مثل صوم عيد الميلاد, وصوم عيد القيامة,
وصوم الرسل, وصوم العذراء, وصوم يونان… وغيرها (بالإضافة إلى صيام يومي
الأربعاء والجمعة من كل أسبوع). وفيها يتم الامتناع عن أنواع معينة من
الطعام ولفترات زمنية محددة ونحن لا نقلل من قيمة هذه الأصوام, ولكن من
المهم أن يكون كل عمل نعمله يتوافق مع تعاليم الكتاب المقدس, وينمي
علاقتنا مع الله. ولكن علينا ألا نغفل قيمة الصوم المقرون بالصلاة والحياة
التقية.
[/size]