" اليقظة الروحية "
معنى اليقظة :الإنسان الذي يعيش في الخطية بعيدا عن الله يشبهه الكتاب المقدس بإنسان نائم لا يدري بنفسه ولا بحالته كيف هي فهو محتاج أن يستيقظ.
كفانا نوما,كفى الوقت الذي قضيتاه متغافلين عن روحياتنا وخلاص أنفسنا 0
+لما يقول الرسول بولس"إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا,قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور" (رو 13: 11- 12)
+انه يوم الغفلة الذي نريد أن نستيقظ منه والقديس بولس يعتبره موت لأن الخطيئة موت لذلك يقول"استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح"
+الشخص الخاطئ لا يدري ما هو فيه. أحسسه الروحي معطل فهو لا يحس ما هو فيه ولا ماذا يفعل ولا خطورة وجسامة ما يفعل ,هو في غفلة خارج نفسه, لذلك قيل عن الابن الضال لما استيقظ روحيا انه "رجع إلى نفسه" لو (15 : 17 )
+الإنسان في الخطيئة في رواية ينسى فيها روحه وينسى الله وينسى القيم والمثل انه في غفوة لا يشعر بكل هذا0
+حقا إن الشيطان حين يريد أن يوقع شخصا يحذر ضميره أولا أو يقوده بطريقة ما إلى حالة الغفوة والغفلة هذه هي التي تعطل الحس الروحي فلا يدرك ما هو فيه0
+حالة الخاطئ في صورته: تصور كرة تتدحرج من فوق جبل عال0
+يقول المزمور "أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت لأن الرب معي " إذا لا بد من اليقظة ومن معونة الرب0
+سعيد هو الإنسان الذي لا يطول به النوم وهنا نود أن نسأل:
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الغفوة الروحية؟
1. المشغوليات0
2. العاطفة المسيطرة0
3. البيئة المنحرفة0
4. العقل0
5. اللذة0
المشغوليات: طريقة ماكرة من طرق العدو في تحطيم الحياة الروحية وأهم ما في مكرها أنها: لا تحارب الروحيات إنما تعطيها مجالا فننساها0 ومثال ذلك قد تجد نوعا من الناس لا يجد وقتا للصلاة , للتأمل ..... ولا يجد وقتا يجلس فيه مع نفسه ليفحص حالته, أين هو, وكيف هو, وبالتالي لا يجد وقتا ليغير حالته0
+إن الابن الضال كانت بداية رجوعه أنه جلس مع نفسه فقال: "كم أجير عند أبي يفضل عنه الخبز أما أنا هنا أهلك جوعا" وعندما اكتشف حالته استطاع أن يجد الحل وهو " أقوم وأذهب إلى أبي "
+من حكمة الشيطان أن لا يترك لك وقتا لروحياتك 0
+إذن لا بد من مشغولية ولو كانت صالحة في ذاتها,
1-المشغوليات تستوعبك تماما وتأخذ كل وقتك وكل فكرك0 2-لا توازن في توزيع وقتك فلا وقت لروحياتك0 3- المشغوليات تتلاحق وتتابع بحيث يبدو أنها لا تنتهي0
+حتى إن تفرغ الناس من العمل هناك الترفيهات والمسليات تشغلهم0
+في كل تلك المشغوليات تنسى الحياة الروحية وتنسى الله أيضا وان تذكرته تقول "حينما أنهي مما أنا فيه, سأجد وقتا حتما لعملي الروحي"
+وإذا بالكرة تتدحرج في انحدار مستمر لا تتوقف 0
+إن أردت أن تجلس مع نفسك وسط ذلك: قد لا يمنعك الشيطان بل يقول أيضا سأجلس معك وان وقفت تصلي سأقف معك أساعدك0وهكذا يذكرك بعثرات الموضوعات التي يسرح بها عقلك وتجد أنك لا تصلي ولا تجلس مع نفسك فما زلت في مشغولياتك ولماذا؟
+لأن المشغوليات استقرت في عقلك الباطن وتعمل فيه0
+عالم مسغول إلى ان تأتي الأبدية0
+متى تخرج من المشغوليات وتعطي وقتا لله0 متى يستريح اللسان من الكلام؟ ومتى تستريح القدمان من الجري واليدان من الشغل ويتفرغ الإنسان إلى الله ويهدأ ويجد وقتل لروحه0
+الله يريد أن يقضي وقتا معنا ونحن لا نريد عجيب أن الله يريدنا ونحن لا نريده0
+لا تعتذر بالمشغوليات فان داوود النبي على الرغم من أنه ملك وقائد وقاض كان يقول " سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك"
يشوع بن نون خليفة موسى على الرغم من مسؤلياته الكاملة عن الشعب بأسره قال له الله "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه النهار والليل"
العاطفة المسيطرة:
إن كانت المشغوليات تملك الوقت ولا تعطي فرصة لله فالعاطفة تملك القلب والفكر أيضا بعيدا عن الله0